صارت مشكلة عقم الرجال، أو بالتحديد أصعب خطوة فى علاج عقم الرجال، قاب قوسين أو أدنى من الحل الجذرى على يد عالم إسرائيلى اسمه محمود هليهل!

هكذا العلم لا يعترف إلا بالإنجاز العابر للاختلافات الدينية والصراعات العقائدية والنزاعات السياسية، فعندما يصل البروفيسور محمود هليهل الإسرائيلى وستيفان شلات الألمانى لخطوة إنبات أو إكمال نمو الحيوان المنوى فى بيئة خارجية شبيهة ببيئة الخصيتين، حينها سيستفيد المسلم والمسيحى والبوذى من هذا الإنجاز العلمى، ولن يرفضه مناضل من حماس لأن مكتشفه إسرائيلى، أو لن تمنعه مستشفيات غزة أو جنوب لبنان لأن من اكتشف وأجرى التجارب العلمية ينتمى إلى أبناء صهيون، فلنختلف سياسياً وعسكرياً كما شئنا، ولكن قارة العلم السابعة تضم جميع العلماء من جميع الجنسيات والأديان، لا يجمعهم إلا الحقائق العلمية ولا يفرقهم إلا محاولات تلبيس الدجل ثوب العلم.

أعقد مشكلات عقم الرجال ببساطة هى عندما يواجه الطبيب المعالج بتحليل سائل منوى صفر وهذه الحالة يطلق عليها «AZOSPERMIA»، هنا سيفكر الطبيب فى سببين رئيسيين الأول عيب فى توصيل الحيوانات المنوية، وهذا يعالج بتسليك المسارات التى يسير فيها الحيوان المنوى من الخصية «المصنع» حتى يقذف إلى الخارج، والسبب الثانى هو عيب فى المصنع نفسه، أى فى الخصية التى تنتج الحيوان المنوى، وهنا توجد ببساطة - أرجو ألا تكون مخلة بالسياق العلمى - رؤيتان تحت الميكروسكوب لعينة الخصية إما أن يكون هناك حيوان منوى شارد مكتمل نوعاً ما فيتم التقاطه ويحقن فى البويضة مجهرياً، أما الموقف الثانى وهو ما أطلقت عليه أصعب خطوة وهى وجود الخلايا الأولية الجرثومية التى تكوّن الحيوانات المنوية فيما بعد، ولكنها لم تكتمل لصنع حيوان منوى بعد، حدثت لها فرملة قبل هذه الخطوة المهمة التى تصنع حيواناً منوياً قادراً على الاختراق والتخصيب، هذه الحالات كان ميؤوساً منها ومستحيلاً علاجها فى ظل المتاح طبياً الآن.

هذا الطبيب الإسرائيلى الذى يعمل فى جامعة «بن جوريون» طوّر هذه الخطوة وفك الفرملة وسمح بتطور هذه الخلية الجرثومية الأولية إلى حيوان منوى مكتمل فى الفئران من خلال نموها فى بيئة كيميائية تشبه بيئة الخصية!!

وهذه خطوة ثورية أسطورية فى عالم علاج العقم تمهد لتطبيق هذه التقنية على البشر، وبرغم أنه متخصص فى علم الفيروسات والوراثة فإنه اهتم بهذه المشكلة التى تؤرق الكثير من الرجال المحبطين حول العالم، التى أعتقد أنها ستحل فى غضون سنوات قليلة بسبب هذه التقنية الجديدة.

لن يعرف ويحس بمشكلة العقم إلا من اكتوى بنارها. إحساس رهيب بالعجز والنقص والإحباط، قطع العلم خطوات واسعة وقفز مراحل مهمة فى علاج هذه المشكلة العويصة، ولكن مازالت هناك أسرار وألغاز خاصة فى مجال فهم الحيوان المنوى معقد التركيب. الإنسان فهم عن النجوم والمجرات التى تبعد عنا ملايين السنين الضوئية أكثر مما فهم وعرف عن هذا الحيوان المنوى الساكن تحت جلودنا!!

أنا متأكد أن إيميل هذا العالم [email protected] سيتلقى ملايين التساؤلات عن ميعاد إنجاز وتطبيق التجربة على الإنسان، وسيتطوع آلاف الرجال الذين يعانون من هذا النوع من العقم لإجراء التجربة عليهم مثلما حدث مع الفئران، وما شاهدته من دموع الرجال فى عيادات علاج العقم يجعلنى أتمنى رؤية ذلك اليوم قريباً جداً.